تشهد جمهورية الكونغو الديمقراطية حالة من الاستنفار والجدل الواسع بسبب قرار نقل مباراة نادي مازيمبي، الذي حقق خمس مرات لقب دوري أبطال أفريقيا، ضد الترجي التونسي إلى ملعب (مكابا) في العاصمة التنزانية دار السلام، في إطار ربع نهائي الدوري الأفريقي. هذا القرار أثار خلافات حادة بين إدارة نادي مازيمبي ومسؤولي الحكومة الكونغولية، مما أدى إلى تصاعد الأوضاع وتعقيد الأزمة الحالية في الكونغو.
في بيان رسمي أصدره نادي مازيمبي، أُعلِنَ عن نقل المباراة إلى تنزانيا بدلاً من لوبومباشي في الكونغو وتأجيلها 24 ساعة، بسبب عدم سماح الحكومة بدخول معدات البث التليفزيوني الخاصة بالمباراة إلى الكونغو وتعرضها للتوقيف في الجمارك. هذا الإجراء أخذه الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، مما أثار استياء نادي مازيمبي وأنصاره، وأثار جدلاً واسعاً في البلاد.
ومن الناحية الرسمية، تدخل وزير الاتصالات والمتحدث باسم الحكومة الكونغولية، باتريك مويايا، في محاولة لحل الأزمة. وفي تصريحات له، نفى اتهامات مازيمبي للحكومة بالتدخل وأكد على أن الرياضة تشكل محط اهتمام الحكومة، وأنه لا ينبغي خلط السياسة بالرياضة.
رد فريدريك كيتينج، الأمين العام لنادي مازيمبي، على هذه التصريحات بقوة. أكد كيتينج أن النادي قد تواصل بشكل رسمي مع الاتحاد الكونغولي لكرة القدم ووزارة الرياضة، وقدم طلبات موثقة للحصول على إذن دخول المعدات. ومع ذلك، واجهوا تأخيرًا غير مبرر وتعاملًا غير عادل من الجهات المعنية.
هذه الأزمة ليست مجرد نزاع رياضي، بل أخذت طابعًا سياسيًا واقتصاديًا في الكونغو. تساءل الكثيرون عن تأثير هذه الأزمة على الرياضة والعلاقات الدولية للبلاد. تبقى الأمور في حالة من عدم اليقين حتى يتم إيجاد حلاً لهذه الأزمة، ويعود التركيز إلى الملعب بدلاً من القضايا الإدارية والسياسية المثارة حول المباراة.
في النهاية، يبدو أن هذه الأزمة لم تؤثر فقط على جدول المباريات، بل أثرت أيضًا على روح الرياضة والروح الرياضية التي يجب أن تكون السائدة في أي نشاط رياضي. لن يكون هناك فائز في هذه الأزمة، سوى إذا تمكن الجميع من الجلوس معًا وإيجاد حلاً سلميًا يمكن أن يرضي جميع الأطراف المعنية ويعيد الثقة إلى عالم الرياضة في الكونغو.
