فرنسا: هل ستؤثر هزيمة اليمين المتطرف بالانتخابات الإقليمية على حظوظه في السباق الرئاسي؟- شبكة زاجل الاخبارية

[ad_1]

نشرت في: 28/06/2021 – 19:19

مني حزب “التجمع الوطني”، ممثل اليمين المتطرف في المشهد السياسي الفرنسي، الأحد بهزيمة قاسية في الانتخابات الإقليمية، كبحت طموحه في أن يحكم منطقة لأول مرة في تاريخه، استعدادا لخوض السباق الرئاسي 2022 بمعنويات عالية. ورغم أن مسؤولي الحزب حاولوا التقليل من ثقل هذه الخسارة، وسعوا لعزل هذه الانتخابات عن الانتخابات الرئاسية، إلا أن محللين لا يستبعدون أن تكون لها تداعيات عليها. فهل ستتأثر حظوظ اليمين المتطرف فعلا بنتائج هذه الانتخابات؟

“هذا المساء، لن نفوز بأي منطقة”، بهذه العبارة أقرت مارين لوبان زعيمة “التجمع الوطني”، اليميني المتطرف، الأحد بالهزيمة التي مني بها حزبها في الانتخابات الإقليمية الفرنسية، إذ لم يتمكن من الفوز بأي منطقة، متحدثة عن “أزمة عميقة على صعيد الديمقراطية المحلية”، لكنها شددت على أن “التعبئة هي مفتاح الانتصارات في المستقبل”، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وعلى غرار الدورة الأولى، لم تستقطب الدورة الثانية من هذه الانتخابات أعدادا كبيرة من الناخبين، رغم دعوات القوى السياسية بما فيها حزب “التجمع الوطني” للفرنسيين للمشاركة بكثافة في هذا الاقتراع. وبلغت نسبة الامتناع عن التصويت في هذه الدورة حوالي 66 بالمئة.

وأظهر هذا الاستحقاق انتفاضة الأحزاب التقليدية من اليمين واليسار المعتدلين، التي غابت إلى حدّ ما عن المشهد الإعلامي في السنوات الأخيرة وتلقت صدمة مع الانتخاب المفاجئ للوسطي إيمانويل ماكرون الذي انتزع ناخبين من اليمين واليسار على حد سواء.

وتمكنت هذه الأحزاب التقليدية من تعزيز وجودها محليا في المناطق الفرنسية 12. فاليمين مدعوما بتحالفات مع الوسط ببعض المناطق، احتفظ برئاسة سبعة أقاليم، كما أكدت هذه الانتخابات احتفاظ اليسار مسنودا بالخضر بخمس مناطق.

واحتل اليمين التقليدي الصدارة في هذه الانتخابات بحصوله على 38 بالمئة من الأصوات على الصعيد الوطني. واعتبر زعيم “الجمهوريون” كريستيان جاكوب أن هذه النتيجة عودة جدية لهذا المعسكر السياسي للتنافس في السباق الرئاسي المقبل. وقال في تصريح له إن حزبه أصبح “القوة الوحيدة للتناوب” على الحكم.

الخاسر الأكبر

إضافة لحزب الرئيس ماكرون (“الجمهورية إلى الأمام”) الذي أنشأ في العام 2017 ولا يملك قواعد شعبية في المناطق، كان الخاسر الأكبر في هذا الاقتراع كذلك هو اليمين المتطرف، الذي خانته توقعاته بحصد نتائج إيجابية، كان بالإمكان أن تساعده على ترسيخ وجوده محليا في أكثر منطقة، علما أن ارتفاع نسبة الامتناع عن التصويت كانت دائما تصب في مصلحته خلال المواعيد الانتخابية. كما تعطلت معها طموحاته “التوسعية” في التمدد عبر الجهات الفرنسية بعد انتزاعه رئاسة مدينة بيربينيون في جنوب غرب البلاد بموجب الانتخابات البلدية الأخيرة.

ولم تتجاوز نسبة الأصوات التي حصل عليها “التجمع الوطني” في هذه الانتخابات 20 بالمئة، فيما بلغت 27 بالمئة في اقتراع 2015، فيما حاول بكل ثقله حفظ ماء الوجه للظفر بمنطقة “بروفانس ألب كوت دازور” جنوب شرق فرنسا.

وأخفق ممثله بالمنطقة الوزير السابق في حكومة ساركوزي، تيري مارياني، في تجاوز مرشح اليمين الجمهوري رونو موزولييه، الذي استفاد انتخابيا من انسحاب مرشح البيئيين جان لوروغون فيليزيا من السباق لقطع الطريق أمام اليمين المتطرف.

فعلى غرار خسارة 2015، فشل اليمين المتطرف في الفوز بمنطقة “باكا” مجددا، وحصل مرشحه تيري مارياني على 43٪ من الأصوات، مقابل 57٪ لرئيس المنطقة المنتهية ولايته رونو موزولييه. ولم يكن أمام زعيمة هذا الحزب المناهض للهجرة ومنطقة اليورو، مارين لوبان، إلا الدعوة للبحث عن “حلول مشتركة” في أفق خوض السباق الرئاسي 2022.

كيف تفسر هزيمة اليمين المتطرف؟

وتفسر النتائج السيئة لليمين المتطرف بعدة عوامل أهمها عدم اهتمام الفرنسيين بمن فيهم أنصار الحزب بهذه الانتخابات، وتركيزهم على الانتخابات الرئاسية، في نظام سياسي يملك فيه الرئيس كل السلطات، إضافة إلى أجواء الانفراج الصحي جراء تراجع الإصابات بفيروس كورونا رغم تهديد متحور “الدلتا” لهذا الوباء بالانتشار، وتفضيل الفرنسيين عموما التمتع بعطلة نهاية الأسبوع بدل التوجه لمراكز الاقتراع.

“فاليمين المتطرف لم ينجح في تعبئة مخزونه من الناخبين” في هذه الانتخابات، يلفت نائب رئيس التحرير في إذاعة مونتي كارلو الدولية مصطفى طوسة في حديث لفرانس24، حيث فضل العديد من أنصاره، حسب رأيه، عدم الإدلاء بأصواتهم فيها. فيما أرجع محللون إمكانية نفور أنصار “التجمع الوطني” من الحزب لسعي قائدته مارين لوبان خلال السنوات الأخيرة إلى “تطبيع” حزبها حتى يكون حزبا سياسيا “عاديا” كباقي الأحزاب بعيدا عن خطاب التطرف، في محاولة منها لتحضيره لتولي السلطة في يوم من الأيام، رغم تمسكه التاريخي بملفي الهجرة والأمن.

وكان أول المنتقدين لهذا التحول على مستوى الخطاب، مؤسسه التاريخي جان ماري لوبان والد الزعيمة الحالية، فيما يرجح أن يقدم الحزب على الرفع من حدة نبرته في الأسابيع القادمة لاستعادة ثقة أتباعه.

هل لهذه الانتخابات تداعيات على السباق الرئاسي؟

لا يخلو هذا الاقتراع من “رسائل” سياسية لها علاقة بالسباق الرئاسي المقبل، حسب طوسة، ومن المفترض أن تقرأها القوى السياسية، وعلى رأسها اليمين المتطرف، بتمعن تحضيرا للرهانات المقبلة.

وإن كانت المواجهة الثنائية بين ماكرون ولوبان في السباق الرئاسي متوقعة حسب استطلاعات الرأي، إلا أن هذا السيناريو أصبح غير حتمي مع نتائج الانتخابات الإقليمية رغم عدم توحد المعسكرين اليميني واليساري حول مرشح لكل منهما في الانتخابات الرئاسية المقبلة لمنافسة ماكرون ولوبان.

وفي حالة تعدد المرشحين للسباق الرئاسي بين اليمين واليسار سيساهم ذلك في تشتيت أصوات ناخبي الصفين السياسيين، وسيكون المستفيد الأول من هكذا وضع، يقول طارق وهبي، العضو في حزب اتحاد من أجل الديمقراطية، في حديث لفرانس24، هو “الجالس في قصر الإليزيه”، باعتبار أن القوى التقليدية، ستكون مجبرة مرة أخرى، في حال وصول مارين لوبان وإيمانويل ماكرون إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية 2022، على الدعوة للتصويت لماكرون كما حصل في الاقتراع السابق بموجب ما يعرف بـ”الميثاق الجمهوري” لوقف زحف اليمين المتطرف نحو قصر الإليزيه. 

بوعلام غبشي

[ad_2]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك لاستخدام خدمات الموقع قم بإيقاف مانع الاعلانات