الإقلاع عن التدخين

يخطئ من يظن أنّ الإقلاع عن التدخين أمراً بعيد التحقيق، أو أنه خطوة لا جدوى منها، فعلى العكس تماما؛ إذ يعد القرار بالإقلاع عن التخين قراراً شجاعاً، ويبدو ممكناً إذا تحلى صاحبه بالإرادة.

 

مفهوم الإقلاع عن التدخين:

يعني الإقلاع عن التدخين: أن يتخلى الإنسان عن عادة التدخين، ويخطط لمعالم حياته بعيداً عن الخضوع له، وأن لا تثنيه الإخفاقات التي قد يواجهها عن هدفه، وعليه أن يكرر المحاولات ويقهر المشاعر السلبية التي قد توقفه عن الوصول إلى خط النهاية والشعور بالنجاح والإحساس بهزيمة عدوه.

 

علاقة التدخين بالإدمان:

يدعي البعض إن التدخين لا يتعدى كونه عادة ولا داعي للحديث عن الإدمان عند التحدث عن التدخين، وهذا كلام مرسل لا يستند إلى حقيقة علمية؛ إذ أكدت الأبحاث أن ثمة علاقة قوية بين التدخين والإدمان.

الإدمان ما هو إلا شعور الفرد بالحاجة الملحة إلى الشيء الذي اعتاد تناوله، وتظل حياته مضطربة ونشاطه متوقفاً حتى يتناوله، وهذا ما يشعر به المدخن حرفياً.

التبغ وهو العنصر الأساسي في السجائر يشتمل على مادة النيكوتين المخدرة، حيث تملأ فراغات الفم ثم تستوطن الرئتين وصولاً إلى الشرايين التي توزعه على بقية الأعضاء، وهناك بعض المظاهر التي تؤكد علاقة التدخين بالإدمان مثل:

  • ما يحدت للدماغ عندما ينشط النيكوتين شبكة المشاعر والانفعالات داخل جسم المدخن، فيينشأ داخله مشاعر باللذه والارتياح المؤقت.
  • ما يحدث للغدة فوق الكلوية حيث تساعد مادة الأدرينالين على الشعور بالنشاط والانتباه، ومادة الجولكوز التي تخلف الإحساس بالامتلاء، وعدم الرغبة في الطعام.

من ثم فإننا عندما نتحدث عن الإقلاع عن التدخين، يعني ذلك أننا نتحدث عن مواجهة  صورة من صور الإدمان.

 

بواعث الإقلاع عن التدخين:

تكثر البواعث والأسباب التي تلهب حماس الفرد للبدء فوراً في عملية الإقلاع عن التدخين، من أهمها:

  • المحافظة على نعمة الحياة التي وهبها الله لنا وسوف نحاسب على التفريط فيها باستمرارنا في عداد المدخنين.
  • تجنب العديد من الأمراض أو المضاعفات التي تحدث للإنسان عندما يصر على التدخين ولا يفكر في الإقلاع عنه، مثل تصاعد ضغط الدم، تهتك أنسجة الرئتين، تقرحات اللثة، تصلبا الشرايين، وصولا إلى سرطان الرئة، وكلها مضاعفات خطيرة، يمكن للإنسان تجنبها بإقلاعه عن التدخين.
  • تمتع الإنسان بحركته ونشاطه، وارتفاع منسوب الصحة والحيوية وإمكانية مزاولة الأنشطة الرياضية، وهي الأمور التي يحرم منها الشخص المدخن.
  • حصول الشخص على طلة أجمل، حيث ستختفي التجاويف والتجاعيد واتساخ الأسنان، وتغير لون البشرة التي تصاحب المدخنين.
  • تحسن الحالة المادية عندما يتوقف الإنسان عن الهدر في الأموال التي تنفق على السجائر.
  • الحفاظ على صحة المرافقين والملازمين للشخص المدخن؛ لأن التخين السلبي لا يقل خطورة عن التدخين بصفة مباشرة.

كل هذه بواعث ودواعٍ جديرة بأن يقرر الإنسان فوراً الإقلاع عن التدخين.

 

رحلة الإقلاع عن التدخين:

يعد من الخلل في التفكير أن يصر الإنسان على السعي إلى حتفه، ومن المنطقي بعد أن عرف الإنسان أضرار التدخين أن يقلع عنه فوراً، ولكن قد يصاب الإنسان بالتخبط والارتباك عندما يفكر باتخاذ هذا القرار، ويعتريه هذا السؤال: كيف؟، والأمر سهل وبسيط خطط جيدا تصل سريعاً.

 

الإلتزام بالإرشادات ثم الإحتفال بنجاحك في الإقلاع عن التدخين:

وهذه بعض الإرشادات قد تعينك وتفيدك لاتخاذ هذا القرار:

  • حدد يوماً وابدأ فيه ولا تتراجع.
  • إن لم يحالفك التوفيق في الإقلاع عن التدخين بشكل مفاجئ فابدأ على مراحل.
  • عوّد نفسك على مواجهة الضغوط، وتوقع أنك سوف تتعب لتحقيق ما تريد.
  • حاول أن تستمتع بوقتك مع أفراد لا يدخنون أو لديهم إرادة حققيه.
  • لا تسمح بالضجر والرتابة أن تثير رغبتك بالعودة إلى التدخيل.
  • غيّر نمط حياتك ونشاطاتك اليومية بممارسة الرياضة أو الخروج للتنزه.
  • جهز بدائل للتدخين تساعدك على عدم الشعور بالفقد، كشرب القهوة مثلاً.
  • مرّن نفسك على أن تقول لمن يقدم لك سيجارة عفواً أنا أقلعت عن التدخين.

 

من حقك إذا وصلت إلى هذا المستوى من الوعي وتحقيق إرادك في الإقلاع عن التدخين، فمن حقك أن تحتفل وتتمتع بحياة ليست كالتي من قبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك لاستخدام خدمات الموقع قم بإيقاف مانع الاعلانات